ما حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم

ما حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم؟ وهل يعتبر تاركها آثمًا؟ حيث تعتبر صلاة الجمعة من أفضل الصلوات، كما جعل الإسلام ليوم الجمعة فضل عظيم. وخصّ صلاة الجمعة بمزيد من التّذكير والتوجيه والحث على المسارعة إليها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوم الجمعة سيّد الأيام وأعظمها، وأعظم عند الله من يوم الفطر، ويوم الأضحى”. وأداء الجمعة يغفر للمؤمن فيها ما بين الجمعتين، ويستجاب فيها الدعاء. ولما لها من فضل عظيم، فإنّ هناك الكثير من الأشخاص اللذين يتساءلون عن حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم. وحكم من نام عن صلاة الجمعة، وهذا ما سنوضّحه في مقالنا عبر خليجي.

حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم

إنّ حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم من الأعذار المبيحة وفقًا للمذهب الشافعي والحنبلي. حيث لا يعاقب المسلم أو يحاسب إذا غلبه النعاس ونام، كما أن ترك صلاة الجمعة بسبب النوم ليس آثمًا شرعًا، لكن يجوز قضاء الصلاة ظهرًا اتّفاقًا. حيث من المستحب أداء صلاة الجمعة في وقتها، قيامًا بالفرض، وتحصيلًا للأجر والثواب من الله عز وجل. ولكي يتم ذلك ينبغي النوم باكرًا، وضبط المنبه للاستيقاظ والوضوء لأداء صلاة الجمعة.

وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ؟! ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا”.
كما روي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لاَ يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ”.

حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم
حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النّوم

اقرأ أيضًا: موعد صلاة خسوف القمر اليوم الجمعة في السعودية.

حكم من نام عن صلاة الجمعة

بعد إيضاح حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم، فإنّه لا ذنب على المسلم إذا نام عن صلاة الجمعة. لكن الأفضل أن ينام المسلم قبل موعد الصّلاة. كما ينبغي أن يحاول جاهدًا النوم قبل موعد صلاة الجمعة وأن يستيقظ في موعدها فلا تفوته. لكن إذا فاتته بغير قصدٍ فلا إثم عليه، وذلك لأنّ القلم في الإسلام قد رفع عن النائم حتَّى يستيقظ. ولأنّه ليس في النوم تفريط، كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “من نام عن صلاته فليس كمن فرّط بها”. لكن وجب على المسلم أن يحافظ على قضائها، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: “من نام عن صلاة، أو نسيها فليصلها إذا ذكرها”.

اقرأ أيضًا: تطبيق تذكير مواعيد الصلاة.

كفارة من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم

إنّ كفّارة من فاتته صلاة الجمعة سواء مرة واحدة أو 3 مرات بسبب النوم أو لعذرٍ آخر. والعمل أو المرض هي القيام بما يلي:

  • التّوبة إلى الله عزّ وجل، وقراءة القرآن الكريم والذّكر والاستغفار إلى الله تعالى.
  • كذلك تأدية الفرض في بيت الله مع الجماعة، والتزود بخير الزاد. والمحافظة على صلاة الجمعة في الأيام التالية وعدم التهاون بها.
  • أيضًا قضاء صلاة الجمعة ليؤديها صلاة الظهر 4 ركعاتٍ. حيث روي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “مَنْ نَسِيَ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا”.
كفارة من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم
كفارة من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم

اقرأ أيضًا: صلاة التهجد في البيت للمرأة.

حكم صلاة الجمعة

إنّ صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، وجب الاجتماع فيها وأداء الصلاة بالجماعة بين المسلمين. حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “يَا أيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ فَإِذَا قضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون”. حيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه منفرِدًا، إنّما وردت بصيغة الجمع، وأمر الله بالسعي فيها، فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلّقة بالمجموع. والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، والنداء للصلاة للدعاء فيها. كما وجب بالإجماع أنّ حضور صلاة الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه. ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السّعي منه.

اقرأ أيضًا: صلاة التهجد بعد الوتر.

التحذير من ترك صلاة الجمعة

بعد إيضاح حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم، فإن الإسلام حذّر من ترك صلاة الجمعة، كما أكّد الشرع الإسلامي على أدائها. حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “مَنْ كَانَ يؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجمُعَةُ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حمَيْدٌ”. كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قلُوبِهِمْ، ثمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ”.

اقرأ أيضًا: الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

شروط وجوب صلاة الجمعة

أجمع الفقهاء على شروط وجوب صلاة الجمعة، وهي كالآتي:

  • صلاة الجمعة واجبة على كل مسلم حر بالغ عاقل مقيم صحيح ليس به علّة. حيث لا تجب على الصّبي الصغير، ولا المرأة، ولا المريض، ولا المسافر.
  • والذكورية: وهي شرط أساسي إذ لا تجب صلاة الجمعة على النساء.
  • أن يكون الإنسان خاليًا من الأعذار المانعة من أداء صلاة الجمعة. كما لا يجوز تركها أو التَّخلف عنها إلّا لعذر شرعي. حيث أنّ التخلَّف عنها لغير عذر يعتبر إثمًا كبيرًا.

اقرأ أيضًا: وقت صلاة التهجد.

الواجب على من فاتته صلاة الجمعة لعذر

إنّ ترك صلاة الجمعة بسبب النوم، أو لعذر آخر أو لغير عذر،  وجب أداؤها بالإجماع. حيث روي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي اليَقَظَةِ، فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا”. أيضًا عن النبي عليه الصلاة والسلام أنّه قال: “مَنِ اغْتَسَلَ ثمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فَصَلَّى ما قدِّرَ له، ثمَّ أنْصَتَ حتَّى يَفْرُغَ مِن خطْبَتِهِ، ثمَّ يصَلِّي معهُ، غفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجمُعَةِ الأُخْرَى، وفَضْلُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ”.

الواجب على من فاتته صلاة الجمعة لعذر
الواجب على من فاتته صلاة الجمعة لعذر

اقرأ أيضًا: حكم جمع صلاة التراويح مع القيام

قضاء صلاة الجمعة لمن فاتته

بعد معرفة حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم، يمكن لكل من فاتته صلاة الجمعة أن يصلِّيَها ظهرًا أربع ركعاتٍ بالإجماع. لكن بنية صلاة الظهر لا بنيّة صلاة الجمعة، سواءً كان فواتها بعذر أم بغير عذر، إلا أنّه يأثم إن تركها بغير عذر. حيث قال الإمام ابن قدامة في “المغني”: “فأمَّا إذا فاتته الجمعة فإنَّه يصير إلى الظهر، لأنَّ الجمعة لا يمكن قضاؤها، لأنَّها لا تصح إلا بشروطها، ولا يوجد ذلك في قضائها، فتعيَّن المصير إلى الظهر عند عدمها، وهذا حال البدل”.

اقرأ أيضًا: دعاء صلاة التراويح بين الركعات.

عقوبة ترك صلاة الجمعة دون عذر

من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرّاتٍ عمدًا، ومن دون عذر، يطبع الله على قلبه. حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ”. فصلاة الجمعة فرض على كل مسلم، ولا يصحُّ لمسلم ترك صلاة الجمعة إلاّ لعذرٍ كمرض أو سفر. حيث قال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَروا الْبَيْعَ ذَلِكمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كنْتُمْ تَعْلَمُونَ”. كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْجمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كلِّ مسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ”.

إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا، الذي تعرّفنا من خلاله على حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم. كذلك حكم من نام عن صلاة الجمعة. وكفارة من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم، بالإضافة إلى التحذير من ترك صلاة الجمعة. حيث أنّ لصلاة الجمعة أجر عظيم عند الله تعالى، وعلى المسلم أدائها في وقتها، قيامًا بالفرض، وتحصيلًا للأَجر وعظيِم الفضل.

أسئلة شائعة

  • ما حكم ترك صلاة الجمعة لسبب العمل؟

    أجمع الفقهاء أنّ صلاة الجمعة لا تجب على المسلم الذي يعمل في بلد غير بلاد المسلمين، لكن الأفضل أن يصليها إذا استطاع، واذا لم يستطع فليصليها ظهرًا ولا يكون آثمًا.

  • متى تسقط صلاة الجمعة؟

    تسقط صلاة الجمعة على ذوي الاعذار مثل: المرض والسفر، كذلك لا تجب على كل من خشي على نفسه من عدو أو حريق.